سياسة

نجيب الشابي يرثي بن علي : " أنحني أمام روحك وأشهد أنّك كنت وطنيًا مخلصًا للبلاد ..ولكن الكمال لله "

زووم تونيزيا | السبت، 21 سبتمبر، 2019 على الساعة 19:05 | عدد الزيارات : 4300
زووم - رثى السياسي أحمد نجيب الشابي ، اليوم السبت، زين العابدين بن علي الذي وافته المنيّة في عمر الـ83 سنة بالسعودية.

 

وقال الشابي ، في تدوينة علـى حسابه الشخصي بالفايسبوك، أنّه عارض بن علي بشجاعة طيلة حكمه واليوم يشهد رغم الخلافات أنّه خدم البلاد بإخلاص وتفان وأنقذ اِقتصادها من الإفلاس وطوّر عدد من القطاعات.

 

واِعتبر أحمد نجيب الشابي أنّ بن علي "أحسن خلف لسلفه" وأنّه لم يُحالفه الحظ في كل ما بادر إليه "وكلن الكمال لله" وفق تعبيره.

 

وفيما يلي نص التدوينة :

 

عارضتك بشجاعة وشرف طيلة حكمك، من اجل احترام حقوق الانسان وإصلاح النظام السياسي واشراك النخب في رسم الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

 

واليوم بنفس الشجاعة والشرف، اشهد، رغما عن الخلافات، أنك خدمت بلادك بإخلاص وتفان فأنقذت اقتصادها من الإفلاس الذي شارفت عليه سنة 1986 وطورت قطاعات وليدة اضحت اليوم، بفضل فطنتك ونصحك، قاطرة الاقتصاد الوطني (الصناعات الميكانيكية والكهربائية) وملكت الريادة في اصلاح هياكل الاقتصاد وتحديثه، وهيأته للانفتاح على الاقتصاد العالمي فارتفع الدخل الفردي للمواطن عدة مرات وحافظت على المقدرة الشرائية للاجراء وكبحت التضخم وحاصرت البطالة وقاومت الفقر ومددت يد العون للمعوزين في "مناطق الظل"، واصلحت التعليم وجعلته اجباريا حتى سن السادسة عشر، ففتحت أبواب الجامعات في وجه أبناء الطبقات الشعبية ولئن تراجع الكيف، ووطدت اللغة الوطنية في المدرسة والادارة. وذدت عن مناعة البلاد ووقفت بشدة في وجه الاختراقات الخارجية وصالحت الدولة مع هوية البلاد ومع محيطها الإقليمي، وحافظت على توازنات الاقتصاد الكلي حتى أضحت سنة 2010 سنة مرجعية لكل من خلفك في الحكم وفشل جميعهم في الارتقاء الى مستواها حتى اليوم.

 

لقد كنت أحسن خلف لسلفك: حافظت على حقوق المرأة وعلى مبادئ الدبلوماسية التونسية وضللت ثابتا على استراتيجية دولة الاستقلال في كل المجالات.

 

لم يحالفك النجاح في كل ما بادرت به وتراكمت الأخطاء، بسبب الاستبداد، حتى أدت الى الانفجار والثورة ولكن الكمال لله.

 

بنفس الشجاعة التي عارضتك بها طيلة عقدين من الزمن، انحني اليوم أمام روحك وأشهد أنك كنت وطنيا مخلصا، صرفت العمر في خدمة تونس لا غير.

 

عفا الله عن سيئاتك وجازاك عن حسناتك، ونم هانئا في مثواك الأخير ولسوف ينصفك التاريخ بعد ان تنقشع الشعوذة والكراهية والتعصب على حساب العقل والوطن.