هذا النشاط الذي أدخله بن نتيشة إلى مؤسسة الرئاسة يتمثل في تتالي الإستقالات في فترة قصيرة , حيث اِستقالت المستشارة القانونية لرئيس الجمهورية روضة المشيشي , الرئيسة السابقة للمحكمة الإدارية , كما اِستقال أيضا المستشاران لطفي دمق و محمد الطيب الغزي من مهامهما في دائرة الشؤون القانونية لرئاسة الجمهورية .
و قد بشر المنتدب الجديد نور الدين بن نتيشة أن هذه الإستقالات لن تكون الأخيرة , ما يعني أن دورة الإستقالات , أو الإقالات , لن تتوقف و ستستمر .
قد يرمز هذا " الإحياء " و هذه الرسكلة إلى عملية تهيئة , كُلِّفَ بها بن نتيشة , لما تطمح رئاسة الجمهورية إليه من اِكتساب و اِمتلاك نصيب أكبر من الصلاحيات , في توجه معلن أحيانا و مستبطن أحيانا أخرى , لإستعادة النظام الرئاسي خاصة بعد تغير موازين القوى داخل البرلمان .
سرقت مؤسسة الرئاسة الأضواء من الحكومة و البرلمان , و طرحت نفسها " المنقذ " , كما سبق أن سمعنا دون أن نرى , و شرعت في إعداد العدة للفوز بالموسم السياسي و اِستعادة لقب الدولة و " التربع " على عرش الجمهورية , مستفيدة من خدمات صانع الألعاب المخضرم نور الدين بن نتيشة .